قِصة مَثل

الصيف ضيعت اللبن

يقال أن امرأة تزوجت رجلاً شهماً كريماً مسنا، يغدق عليها طعاماً وشراباً ولبناً سائغاً للشاربين مع حسن معاملة وإجلال وإكرام، لكنها لم تقابل ذلك باعترافها بالنعمة وشكرها لها وانتفاعها منها، وحرصها عليها وقابلت ذلك بإعراض، وبجحود وإنكار، فكانت العاقبة أن طلّقها.....
تزوجها الذي كانت تحبه لم تجد عنده يداً مبسوطة بالكرم، ولا وجهاً مشرقاً بالسرور، ولا معاملة محفوفة بالإعزاز والإكرام، فتندمت وتحسّرت على ما فات عليها وما ضاع منها، لكنها لم تنحو باللائمة على غيرها، وإنما خاطبت نفسها تذكّرها تفريطها، وتبيّن لها سوء تدبيرها، فجاءت يوما تطلب الرزق وتتسول فلما وصلت بابه طلبت منه لبناً
فقال: "الصيف ضيعت اللبن".