قِصة مَثل
إيّـاكِ أعني فاسمعي يا جارة

خرج سهل بن مالك الفزاري إلى النعمان، فمر ببعض أحياء طيء فسأل عن سيد الحي، فقالت له أخته: انزل على الرَّحب والسعة. فنزل فأكرمته ثم خرجت من خبائها فرأى أجمل أهل دهرها وأكملهم، وكانت عقيلة قومها وسيدة نسائهم،
فوقع في نفسه منها شئ، فجعل لا يدري كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك. فجلس بفناء الخباء يوما، وهي تسمع كلامه فجعل ينشد ويقـــــول :
يا أختَ خَير البدوِ والحضارة
كيف تَرَينَ في فتى فــــــزارة
أصبح يهوى حُرّةً مِعطــارة
إيَاكِ اعني فاسمعي يا جـارة
فأجابتـــــه :
إنّي أقولُ يا فتى فِـــــــزارة
لا أبتَغي الزوجَ ولا الدعارة
ولا فِراق أهل هذه الحــارة
فارحَل إلى أهلك باسـتِخارة
فاستحيا الفتى، وقال:
ما أردتُ منكراً
فأتى النعمان وأكرمه، فبينما هو مقيم عندهم تطلعت إليه نفسها، وكان جميلاً فأرسلت إليه أن اخطبني إن كان لك فيّ حاجة، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه.