قُطُوف

من نوادر العرب

*وقف رجل عند (الواثق بالله) فقال: يا أمـير المؤمـنين، صل رحمـك، وارحم أقاربك، وأكرم رجلا من أهـلك. قال من أنت؟ فإني ما أعرفك قبل اليوم. قال: أنا ابن جـدك آدم. قال: ياغـلام أعـطه درهـما واحدا. قال: ياأمير المؤمنـين ما أصنع به؟ قال: أرأيت لو قسـمـت بـيـت المـال على إخـوتـك من أولاد جدي آدم، أكـان يـنوبك دهم؟ فقال: لله درك يا أمير المؤمنين، ما أذكـاك! فأمـر له بعـطاء وانصـرف.

*دخل أبو دلامة على المهدي وعنده اسماعيل بن علي وعيسى بن موسى والعباس بن محمد وجماعة من بني هاشم.

فقال له المهـدي: والله لئن لم تهـج واحـداً ممن في هذا البـيت لأقطـعن لسـانك. فنظر إلى القوم وتحير في أمره، وجعل ينظر إلى كل واحد فيغـمزه بأن عليه رضاه.

قال أبو دلامة، فازددت حـيرة ـ فما رأيت أسلم لي من أن أهجـو نفسـي.

ألا أبلغ لــديــك أبو دلامــة **** فلسـت من الكـرام ولا كرامة

جمعت دمامة وجمعت لؤما **** كـذاك اللـؤم تـتـبـعـه الدمامه

إذا لبس العمامة قلت قـردا **** وخـنـزيراَ إذا نزع العمــامة

*روي أن عـضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما وصل إلى مدينته عرف ملك الروم خبره ومكانته من العلم، ففكر الملك في أمره وعلم أنه إذا دخل عليه لن يعمل كما يعمل رعيته بأن يدخلوا على الملك وهم ركوع بين يديه.

ففكر بأن يوضع أمام الملك باب صـغير لا يمكن لأي شخص أن يدخل منه إلا إذا كان راكـعا، ليدخل القاضي منه راكعا أمامه. فلما وصل القاضي إلى عند الملك ورأى الباب الصغير فطن بهذه الحيلة.

عندها أدار القاضي ظهره للباب وحنى ظهره ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه، وقد اسـتقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه ثم رفع رأسـه وأدار وجـهه، فعـلم الملك من فطـنـته وهابه.