مكتبة

رواية موسم الهجرة إلى الشمال

موسم الهجرة إلى الشمال، رواية كتبها الأديب السوداني الطيب صالح، ونشرت أول ما نشرت في مجلة حوار عام 1966م، ثم نشرت بعد ذلك في كتاب مستقل عن دار العودة في بيروت في نفس العام.

في هذه الرواية يزور مصطفى سعيد، وهو طالب عربي، بلاد الغرب. يصل مصطفى من الجنوب، من أفريقيا، بعيدا عن الثقافة الغربية إلى الغرب بصفة طالب، فيحصل على وظيفة كمحاضر في إحدى الجامعات البريطانية، ويتبنى قيم المجتمع البريطاني.

هناك يتعرف إلى زوجته، جين موريس، وهي امرأة بريطانية ترفض قبول إملاءات زوجها. بعد سبعة أعوام يعود مصطفى إلى بلاده، حيث يلتقي هناك بصورة مفاجئة براوي القصة، الذي عاش أيضا في بريطانيا.

القصة نفسها تروى عن طريق مجموعة متسلسلة من القصص التي يسردها كلا الطرفين، الراوي والبطل.

اختيرت رواية موسم الهجرة إلى الشمال كواحدة من أفضل مائة رواية في القرن العشرين على مستوى الوطن العربي، ونالت استحسانا وقبولاً عالميا، وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي. وإجمالاً، تتناول الرواية في مضمونها مسألة العلاقة بين الشرق والغرب.

وتعد "موسم الهجرة إلى الشمال" من الأعمال العربية الأولى التي تناولت لقاء الثقافات وتفاعلها وصورة الآخر الغربي بعيون الشرقي والغربي، بعيون الآخر الشرقي، الذي ينظر إليه كشخص قادم من عالم رومانسي يسوده السحر ويكتنفه الغموض.

وقد تطرق الطيب صالح في روايته إلى هذه العلاقة من خلال شخصية بطلها السوداني، الذي يتوجه للدراسة في العاصمة البريطانية لندن، وهناك يضيف إلى جانب تميزه وذكائه العقلي وتحصيله الجامعي العالي رصيداً كبيراً في إثبات فحولته مع نساء بريطانيا، الذين احتلوا بلاده كمستعمرين في زمن الاحتلال، مع تقديم صورة ساحرة عن الحياة في المجتمع الريفي السوداني.

ترجمت هذه الرواية إلى اللغة الروسية بقلم المترجم فلاديمير شاجال. كما ترجمت إلى اللغة الإنجليزية بعنوان Season of Migration to the North بقلم المترجم دنيس جونسون ديفز.

اقتباسات من الرواية

"نحن بمقاييس العالم الصناعي الأوروبي، فلاحون فقراء، و لكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى، كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه".

"وانتشر دم المغيب فجأة في الأفق الغربي كدماء من ماتوا في حرب عارمة نشبت بين الأرض والسماء. وانتهت الحرب فجأة بالهزيمة، ونزل ظلام كامل مستتب احتل الكون بأقطابه الأربعة".

"إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة، أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر، ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء".