مكتبة
رواية الأسود يليق بك
الأسود يليق بك، هي رواية للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، صدرت عام 2012 عن دار نوفل.
وتدور أحداث الرواية عن مليونير لبناني، ناهز عمره الخمسين سنة، أعجبته مطربة جزائرية تُدعى "هالة الوافي" في السابعة والعشرين من عمرها، التقاها السيد الغني "طلال هاشم" مصادفة في برنامج تلفزيوني، فقرر أن تكون له.
يبدأ طلال، الذي جاهد ليثري محصوله الثقافي في الموسيقى والفن والشعر، إلى وضع الخطة تلو الخطة للإيقاع بهذه الحسناء التي ترتدي الأسود حدادا على مقتل والدها وأخيها خلال الاضطرابات التي شهدتها الجزائر في مطلع القرن الحالي.
وتسرد رواية "الأسود يليق بك" تفاصيل ومواقف الصراع بين الفتاة والرجل، الذي نشب بينهما عقب قصة حب ضارية. وتتنوع ساحات وقوع الأحداث في الرواية، لتمتد بين سوريا والجزائر.
نلحظ في الرواية أن الكاتبة تعمدت في سردها عكس طبيعة الأحداث السيئة في بلادها وحجم المعاناة التي تعيشها المرأة الجزائرية في مجتمع محافظ يرفض الغناء والموسيقى. فبعد أن قتل الإرهابيون والدها، وشقيقها الوحيد، لتكون فتاة العشرين عاما، الضحية الثالثة في العائلة، بعد أن جاءت التهديدات الموجهة إليها كعاملٍ رئيس حثها للمسارعة إلى الهجرة خارج الوطن، بهدف الحفاظ على حياتها.
وهكذا مع والدتها السورية إلى الشام، مبتعدة عن سوء الأوضاع في بلادها، ومكملة مسيرتها الغنائية، لتجعل من الأسود رمزاً استمر معها لفترة طويلة، إلى أن انتهت بها الحال للتعرف على رجل ثري في بيروت، معتقدة أنها بهذه المعرفة، ستعيد شيئا من ما فقدته في بلادها.
وتنتقل أحداث الرواية ما بين بيروت مع البطلة وحبيبها، حيث صادفت هناك أحداثا كانت نقطة تحول غيرت حياتها وتفكيرها، خاصة بعد قربها من عشيق يكبرها بعشرين سنة، رأى الأسود رمزا لها تميزت به عن غيرها، لذا التصق بها.
لكن المفارقة أن شخصية الرواية "هالة" ترفض بعد اقترانها به، أن تستمر في تلك الصورة، فلا تبالي بسلطة قهره وماله، بل تتعمد أن تواجهه بشخصية اختلفت عن موقفها السابق، تاركة اللون الأسود، بعد أن كانت تعتبره رمزاً لهذا الحب، لتعلن رفضها لهذه المشاعر.
اقتباسات من الرواية
"قرأت يومًا أن راحة القلب في العمل، وأنّ السعادة هي أن تكون مشغولًا إلى حدّ لا تنتبه أنّك تعيس"
"المال لا يجلب السعادة، لكن يسمح لنا أن نعيش تعاستنا برفاهية"
"هناك حب يجعلنا أجمل وآخر يجعلنا نذبل"
"من مكر الأسود قدرتُه على ارتداء عكس ما يضمر!"
"الخوف من الموت.. موتٌ قد يمتدّ مدى الحياة"
"أجمل لحظة في الحبّ هي ما قبل الاعتراف به، كيف تجعل ذلك الارتباك الأوّل يطول، تلك الحالة من الدوران التي يتغيّر فيها نبضك وعمرك أكثر من مرّة في لحظة واحدة.. وأنت على مشارف كلمة واحدة"