مكتبة
رواية لن أعيش في جلباب أبي
رواية "لن أعيش في جلباب أبي"، للكاتب والروائي المصري إحسان عبد القدوس.
تدور أحداث الرواية حول أسرة الحاج "عبد الغفور البرعي"، المكونة من ولدين، هما "عبد الوهاب" و"عبد الستار"، وأربع بنات، "سنية"، "بهيرة"، "نفيسة" و"نظيرة".
استطاع الحاج عبد الغفور بكفاحه وصبره وذكاءه أن يصبح مليونيراً بعد أن كان عاملاً بسيطاً في وكالة البلح، ولكن ثروته الكبيرة لم تغير من شخصيته ولا من شخصية زوجته، حتى بعد الانتقال للإقامة في حي الزمالك. وكان يريد دائماً أن يعتمد ولديه وبناته على أنفسهم مثلما فعل هو، وأن يبنوا مستقبلهم بمجهودهم لا بماله، الأمر الذي أدى إلى طلاق ابنتين من بناته (بهيرة، سنية)، حيث كان الزوجان طامعين في أمواله، ولكنهما وجداه لا يغدق على بناته بالأموال ولا يحقق مطامعهما، مما أدى إلى فشل الزيجتين.
أما زوج نفيسة فقد كان طامعاً هو الآخر، إلا أنه كان على قدر من الذكاء جعله يعمل مع الحاج وينتظر الميراث في المستقبل الذي بدا له قريبا. وقد أحدث نجاج الحاج عبد الغفور عقدة في نفوس أولاده، فقد سافر ابنه عبد الستار ليتم تعليمه في إنجلترا ولم يعد إلى مصر مرة أخرى هربا من المقارنات والمطاعنات. أما عبد الوهاب، فقد كان لا يريد التحدث عن أبيه، ويرفض العمل معه، حتى أنه لم يشركه في مسألة زواجه. وقد عانى عبد الوهاب طوال الرواية من الفشل منذ أن كان فى المدرسة، فقد كان دائم الرسوب، ثم سافر قبل أن يحصل على الثانوية ليكمل دراسته في الخارج، إلا أنه عاد دون أن يحصل على أي شهادة، وبعد عودته من السفر أخذ يتحدث عن إعجابه بقوة شخصية المرأة الأجنبية وعلمها وتحملها للمسئولية، فاقترحت عليه أخته الصغرى نظيره، وكانت طالبة في الجامعة الأمريكية، أن يتزوج من طبيبة أسنان أمريكية مسلمة اسمها روزالين (أمنية)، فوافق على الفور، وبالفعل تم الزواج، ولكنه لم يصطحب فيه إلا أخته نظيرة وصديقه حسين.
وأقام عبد الوهاب في بيت والده، فقد كان لا يعمل ولا يملك مالاً ولا شقة ليسكن بعيداً عن أسرته، ولكن روزالين ألحت عليه فور زواجهما في أن يعمل مع والده، الأمر الذي أدى إلى حدوث المشاكل والمشاحنات بين الزوجين، نتج عن ذلك مبيتها ليلة خارج البيت، وبعد أن عادت طلبت من الحاج عبد الغفور أن تعمل هي معه، ولكنه رفض نظراً لرفض ابنه العمل معه، بعدها قررت السفر لأمريكا لزيارة أهلها، إلا أنها في حقيقة الأمر سافرت لتجمع المعلومات اللازمة عن مشروع عرضته على الحاج عبد الغفور. إلا أن الحاج فاجأها بانه بدأ بالفعل في مشروع مماثل مع صديق له، عندها قررت روزالين الطلاق من عبد الوهاب بعد أن ذهبت كل أمانيها أدراج الرياح، مما أدى إلى انهيار عبد الوهاب، فهو لم ينجح في أي مرحلة من مراحل حياته ولم يستطع التخلص من عقدة نجاح والده الباهر.
بخلاف أخته الصغرى نظيرة التي التحقت بالجامعة الأمريكية وقررت أن تبني مستقبلها وتصنع لنفسها شخصية متميزة بعيداً عن اسم والدها وثروته، ومع ذلك ظل تقديرها لوالدها قائما واعتبرته معجزة خارقة. وتعرفت نظيرة عن طريق زواج أخيها على حسين، مهندس لديه شقة صغيرة جعلها مكتباً له، وولدت علاقة حب بينهما جعلتها تتردد كل يوم على شقته، إلى أن طلب حسين الزواج منها ولكنه أراد أن يثبت لها ولوالدها أنه غير طامع في أمواله فتزوجها دون مهر أو شبكة ورفض أن يشتري لهما والدها أي شيء لتجهيز بيتهما، وبالفعل اعتمد حسين ونظيرة على نفسيهما ونجح حسين في مشروع له، وتخرجت نظيرة من الجامعة وبدأت في العمل معه ومعاونته.