العصر الجاهلي

تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ

أبو طالب

تَطاولَ ليلي بهمٍّ وَصِبْ *** ودَمعٍ كسَحٍّ السِّقاءِ السَّرِبْ

للعبِ قُصَيٍّ بأحلامِها *** وهل يَرجِعُ الحلمُ بعدَ اللَّعِبْ؟

ونفيِ قُصَيٍّ بني هاشمٍ *** كنفيِ الطُّهاة ِ لطافَ الخَشَبْ

وقولٍ لأحمدَ: أنتَ امرؤٌ *** خَلوفُ الحديثِ، ضَعيفُ السَّبَبْ

وإنْ كانَ أحمدُ قد جاءَهُمْ *** بحقٍّ ولم يأتِهِمْ بالكذِبْ

على أنَّ إخوانَنا وازَروا *** بني هاشمٍ وبني المطَّلِبْ

هُما أخوانِ كعظمِ اليمينِ *** أمراً علينا بعقدِ الكَرَبْ

فَيالَ قُصَيٍّ، ألمْ تُخْبَروا *** بما حلَّ مِن شؤونٍ في العربْ

فلا تُمْسكُنَّ بأَيديكُمو *** بُعيدَ الأنوف بعجْبِ الذَّنَبْ

ورُمتُمْ بأحمدَ ما رمتمُو *** على الأصراتِ وقربِ النسَبْ

إلامَ إلامَ تَلاقَيْـتُمو *** بأمرِ مُزاحٍ وحلمٍ عَزَبْ؟

زَعَمتُم بأنَّكمو جِيرة ٌ *** وأَنَّكمو إخوَة ٌ في النَّسَبْ

فكيفَ تُعادونَ أبناءَهُ *** وأهلَ الدِّيانة ِ بيتَ الحَسَبْ ؟

فإنَّا ومن حَجَّ مِن راكبٍ *** وكعبة ِ مكَّة َ ذاتِ الحُجَبْ

تَنالون أحمدَ أو تَصْطلوا*** ظُباة َ الرِّماحِ وحَدَّ القُضُبْ

وتَعْتَرفوا بينَ أبياتِكُمْ *** صُدورَ العَوالي وخَيلاً عُصَبْ

إذِ الخيلُ تَمْزَعُ في جَرْيِها *** بسَيرِ العَنيقِ وحثِّ الخَبَبْ

تَراهُنَّ مِن بينِ ضافي السَّبيبِ *** قَصيرَ الحزامِ طويلَ اللَّبَبْ

وجَرْداءَ كالظَّبِي سَيموحَة ٍ *** طَواها النَّقائعُ بعدَ الحَلَبْ

عَليها كرامُ بني هاشمٍ *** هُمُ الأَنجَبون معَ المُنْتَخبْ