العصر الجاهلي

صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ

صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ

أوس بن حجر

صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ *** وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ

وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ *** شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ

فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا *** ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَة ِ مَنْكِبُ

تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا *** طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ

وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ *** نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ

فلمْ أرَ يوماً كانَ أكثرَ باكياً *** ووجهاً تُرى فيهِ الكآبة ُ تجنبُ

أصَابُوا البَرُوكَ وابنَ حابِس عَنْوَة ٌ *** فَظَلّ لَهُمْ بالْقاعِ يوْمٌ عَصَبصَبُ

وإنّ أبَا الصّهْبَاءِ في حَوْمة ِ الوَغَى *** إذا ازورّت الأبطالُ ليثٌ محرّبُ

ومثلَ ابنِ غنمِ إنْ ذحولٌ تذكرتْ *** وقَتْلى تَياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ

وَقَتْلى بِجَنْب القُرْنَتَيْنِ كَأنّهَا *** نسورٌ سقاهَا بالدّماءِ مقشّبُ

حلفتُ بربِّ الدّامياتِ نحورُها *** وما ضمّ أجمادُ اللُّبينِ وكبكبُ

أقُولُ بِما صَبّتْ عَليّ غَمامتي *** وجهدي في حبلِ العشيرة ِ أحطبُ

أقولُ فأمّا المنكراتِ فأتّقِي *** وأمّا الشّذا عنّي المُلِمَّ فَأشْذِبُ

بَكيْتم على الصُّلحِ الدُّماجِ ومنكمُ *** بِذي الرِّمْثِ من وادي تَبالة َ مِقْنَبُ

فَأحْلَلْتُمُ الشَّرْبَ الذي كان آمِناً *** محلاً وخيماً عُوذُهُ لا تحلّبُ

إذا مَا عُلوا قالوا أبونَا وأُمُّنَا *** وليس لهم عالينَ أمّ ولا أبُ

فتحدرُكُمْ عبسٌ إلينَا وعامرٌ *** وترفعُنا بكرٌ إليكم وتغلبُ