العصر الجاهلي
فِدًى لَبنى ذُهلِ

الأعشى
فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي *** وراكبها، يومَ اللّقاءِ، وقلتِ
هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ، *** مُقَدِّمَة َ الهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
فللّهِ عينا منْ رأى منْ عصابة ٍ *** أشدَّ على أيدي السُّفاة ِ منَ الّتي،
أتتهمْ منَ البطحاءِ يبرقُ بيضها، *** وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
فشاروا وثرنا، والمنيّة ُ بيننا، *** وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَة ٌ، فتَجَلّتِ
وقدْ شمّرتْ بالنّاسِ شمطاءُ لاقحٌ *** عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
كَفَوْا إذْ أتَى الهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه *** كظل االعقاب،اٍذهوت ،فتدلت
وأحموا حمى ما يمنعون فأصبحت*** لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّة ٍ، *** وقدْ بذختْ فرسانهمْ وأذلّتِ
سوابغهمْ بيضٌ خفافٌ، وفوقهم *** من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَة ٌ، *** وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَة ٌ فأطَلّتِ
فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ، *** وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
على كلّ محبوكِ السّراة ِ، كأنّهُ *** عقابٌ هوتْ من مرقبٍ إذْ تعلتِ
فجادَتْ عَلى الهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ *** شآبيبُ موتٍ، أسلتْ واستهلتِ
تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لهم*** فوارسُ من شيبانَ غلبٌ فولّتِ
وأفلتهمْ قيسٌ، فقلتُ لعلهُ *** يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم *** وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ، *** إذا حَاجَة ٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ