العصر الجاهلي
أمِنْ آلِ لَيلى عَرَفْتَ الطُّلُولا
زهير بن أبي سلمى
أمِنْ آلِ لَيلى عَرَفْتَ الطُّلُولا**** بذي حُرُضٍ ماثلاتٍ مُثُولا
بَلِينَ وتَحْسَبُ آيَاتِهِنّ **** ـنَّ، عن فرطِ حولينِ، رقاً محيلا
إليكَ، سِنانُ، الغداة َ، الرّحيلُ **** ـلُ أعصي النهاة َ وأمضي الفؤولا
فلا تأمني غزوَ أفراسهِ **** بني وائلٍ، وارهبيهِ، جديلا
وَكَيفَ اتّقاءُ امرىء ٍ لا يَؤوبُ **** بالقَوْمِ في الغَزْوِ حتى يُطيلا
وشعثٍ، معطلة ٍ، كالقداحِ **** غَزَوْنَ مَخاضاً وَأُدّينَ حُولا
نَوَاشِزَ أطْبَاقِ أعناقِها **** وَضُمَّرها قافِلاتٍ قُفُولا
إذا أدلجوا لحوالِ الغوا **** لم تُلْفِ في القَوْمِ نِكساً ضَئيلا
ولكنَّ جلداً، جميعَ السلا **** حِ، ليلة َ ذلكَ، صدقاً بسيلا
فلمّا تبلجَ ما حولهُ **** أناخَ فَشَنّ عَلَيهِ الشّليلا
وضاعفَ، من فوقها، نثرة ً **** تَرُدّ القَوَاضِبَ عَنها فُلُولا
مُضاعَفَة ً كَأضاة ِ المَسيلِ **** تُغَشّي عَلى قَدَمَيهِ فُضُولا
فنهنهها، ساعة ً، ثمَّ قا **** ل، للوازعيهنَّ: خلوا السبيلا
وأتبعهمُ فيلقاً كالسرا **** بِ، جاواءَ، تتبعُ شخباً، ثعولا
عناجيجَ، في كلِّ رهوٍ، ترَى **** رِعالاً سِراعاً تُباري رَعِيلا
جَوانِحَ يَخْلِجْنَ خَلجَ الظّباء **** يُرْكَضْنَ مِيلاً وَيَنزَعْنَ مِيلا
فَظَلّ قَصِيراً على صَحْبِهِ **** وَظَلّ على القَوْمِ يَوْماً طَويلا