العصر الجاهلي

إِنّ قلبي عن تُكْتمٍ غيرُ سالي

عمرو بن قميئة
إِنّ قلبي عن تُكْتمٍ غيرُ سالي**** تيمتني ، وما أرَادَتْ وصالِي
هل ترى عِيرَها تُجيزُ سِراعاً ****كلاعدَوْلِيِّ رائحاً من أَوالِ
نزلوا من سويقة ِ الماءِ ظُهراً**** ثم راحوا للنَّعفِ نعْفِ مَطالِ
ثم أضحوا على الدثينة لا يألون**** أنْ يرفعوا صُدُورَ الجِمالِ
ثم كان الحِساءُ منهمْ مَصيفاً **** ضارباتِ الخُدورَ تحت الهَدالِ
فزِعت تُكتَمٌ وقالتْ عجيباً **** أن رأتبني تغيَّر اليوم حالي
ياابنة الخير ! إنما نحن ****رهنٌ لصُرُوفِ الأيَّامِ بعدَ اللَّيالي
جَلَّح الدَّهرُ وانتحى لي وقِدْماً ****كان يُنحي القُوى على أمثالي
أَقْصدتني سِهامُهُ إِذْ رمتني **** وتَولَّتْ عنه سُليمى نِبالي
لا عجيبٌ فيما رأيتِ، ولكن **** عَجَبٌ من تَفَرُّطِ الآجالِ
تدرك التمسح المولَّعَ في اللُّجَّــة ِ**** والعُصْمَ في رؤوسِ الجِبال
والفريدَ المُسفّعَ الوجه ذا ****الجدّة يختارُ آمناتِ الرِّمال
وتصدَّى لتصرع البطل ****الأروَعَ بين العلهاءِ والسِّربالِ