عصور ما بعد الإسلام

وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً

الحطيئة

وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً **** في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ **** وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ **** في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم **** يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم **** كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ **** لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ **** كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم **** وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ **** وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً **** فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً **** ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ **** وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ **** وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها **** وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ **** وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً **** وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ **** لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم **** مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم **** مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ