عصور ما بعد الإسلام

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟

الخنساء

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟ ****اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ

فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ، **** وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ

وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطاعُصباً **** فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ

يعدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مراكلهُ **** مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ

حتى يُصَبّحَ أقواماً، يُحارِبُهُمْ، **** أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا

هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ، **** مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا

يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم، نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا

المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ، **** والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ

خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة ٍ **** انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ

حَمّالُ ألويَة ٍ، قَطّاعُ أوديَة ٍ، **** شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا

سُمُّ العداة ِ وفكَّاكُ العناة ِ اذَا **** لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا