عصور ما بعد الإسلام
الشيب نبه ذا النهى فتنبها
أبو إسحاق الألبيري
الشيب نبه ذا النهى فتنبها ***** ونهى الجهول فما استفاق ولا انتهى
بل زاد رغبة فتهافتت ***** تبغي اللهى وكأن بها بين اللها
فإلى متى ألهو وأفرح بالمنى ***** والشيخ أقبح ما يكون إذا لها
ما حسنه إلا التقى لا أن يرى ***** صبا بألحاظ الجآذر والمها
أنى يقاتل وهو مفلول الظبا ***** كابي الجواد إذا استقل تأوها
محق الزمان هلاله فكأنما ***** أبقى له منه على قدر السها
فغدا حسيرا يشتهي أن يشتهي ***** ولكم جرى طلق الجموح كما اشتهى
إن أن أواه وأجهش في البكا ***** لذنوبه ضحك الظلوم وقهقها
ليست تنهنهه العظات ومثله ***** في سنه قد آن أن يتنهنها
فقد اللدات وزاد غيا بعدهم ***** هلا تيقظ بعدهم وتنبها
يا ويحه ما با له لا ينتهي ***** عن غيه والعمر منه قد انتهى
قد كان من شيمتي الدها فتركته *****علما بأن من الدها ترك الدها
ولو انني أرضى الدناءة خطة ***** لوددت أني كنت أحمق أبلها
فلقد رأيت البله قد بلغوا المدى *****وتجاوزوه وازدروا بأولي النهى
من ليس يسعى في الخلاص لنفسه *****كانت سعايته عليها لا لها
إن الذنوب بتوبة تمحى كما ***** يمحو سجود السهو غفلة من سها