عصور ما بعد الإسلام
وَلَقَد دَخَلتُ الحَيَّ يُخشى أَهلُهُ
عمر بن أبي ربيعة
وَلَقَد دَخَلتُ الحَيَّ يُخشى أَهلُهُ **** بَعدَ الهُدوءِ وَبَعدَما سَقَطَ النَدى
فَوَجَدتُ فيهِ حُرَّةً قَد زُيِّنَت **** بِالحَليِ تَحسَبُهُ بِها جَمرَ الغَضا
لَمّا دَخَلتُ مَنَحتُ طَرفي غَيرَها **** عَمداً مَخافَةَ أَن يُرى رَيعُ الهَوى
كَيما يَقولَ مُحَدَّثٌ لِجَليسِهِ **** كَذَبوا عَلَيها وَالَّذي سَمَكَ العُلى
قالَت لِأَترابٍ نَواعِمَ حَولَها **** بيضِ الوُجوهِ خَرائِدٍ مِثلِ الدُمى
بِاللَهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ حَدِّثنَني **** حَقّاً أَما تَعجَبنَ مِن هَذا الفَتى
الداخِلِ البَيتَ الشَديدَ حِجابُهُ **** في غَيرِ ميعادٍ أَما يَخشى الرَدى
فَأَجَبتُها إِنَّ المُحِبَّ مُعَوَّدٌ **** بِلِقاءِ مَن يَهوى وَإِن خافَ العِدى
فَنَعِمتُ بالاً إِذ دَخَلتُ عَلَيهِمُ **** وَسَقَطتُ مِنها حَيثُ جِئتُ عَلى هَوى
بَيضاءُ مِثلُ الشَمسِ حينَ طُلوعِها **** مَوسومَةٌ بِالحُسنِ تُعجِبُ مَن رَأى