عصور ما بعد الإسلام

المنفرجة

ابن النحوي

إِشتَدَّي أزمَةُ تَنفَرِجي **** قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ

وَظَلامُ اللَّيلِ لَهُ سُرُجٌ **** حَتّي يَغشَاهُ أبُو السُرُجِ

وَسَحَابُ الخَيرِ لَهَا مَطَرٌ **** فَإِذَا جَاءَ الإِبّانُ تَجي

وَفَوائِدُ مَولانا جُمَلٌ **** لِسُرُوحِ الأَنفُسِ والمُهَجِ

وَلَها أَرَجٌ مُحي أَبَدا **** فَاقصُد مَحيَا ذاكَ الأَرجِ

فَلَرُبَّتَّمَا فاضَ المحيَا **** بِبِحُورِ المَوجِ مِنَ اللُّجَجِ

وَالخَلقُ جَميعاً في يَدِهِ **** فَذَوُو سِعَةٍ وَذَوُو حَرَج

وَنَزُواتُهُمُ وَطُلُوعُهُمُ **** فَعَلى دَرَكٍ وَعَلَى دَرَجِ

وَمَعائِشُهُم وَعَواقِبُهُم **** لَيسَت في المَشيِ عَلى عِوَجِ

حِكَمٌ نُسِجَت بِيَدٍ حَكَمَت **** ثُمَّ انتَسَجَتُ بِالمُنتَسجِ

فَإِذا اقتَصَدت ثُم انعَرَجَت **** فَبِمقتَصِدٍ وبِمُنعَرِجِ

شَهِدتَ بِعَجائِبَها حُجَجٌ **** قامَت بِالأَمرِ عَلى الحِجَجِ

وَرِضاً بِقَضَاءِ اللَهِ حَجىً **** فَعَلَى مَر كُوزَتِهِ فَعُجِ

وَإِذا انفَتَحَت أَبوَابُ هُدِّى **** فاعجِل لِخَزائِنِهَا وَلِجِ

وَإِذا حاوَلتَ نِهايَتَها **** فاحذَر إِذ ذاكَ مِنَ العَرَجِ

لِتَكُونَ مِنَ السُبَاقِ إِذا **** ما جِئتَ إِلى تِلكَ الفُرَجِ

فَهُنَاكَ العَيشُ وَبَهجَتُهُ **** فَلِمُبتَهِجٍ وَلِمُنتَهِجِ

فَهِجِ الأَعمَالَ إِذا رَكَدَت **** فَإِذا ما هِجتَ إِذاً تَهِجِ

وَمَعاصِي اللَهِ سَماجَتُها **** تَزدَانُ لِذِي الخُلُقِ السَمِجِ

وَلِطَاعَتِهِ وَصَباحَتِها **** أنوَارُ صَبَاحٍ مُنبَلِجِ

مَن يَخطِب حُورَ الخُلدِ بِها **** يَضفَر بِالحُور وَبالغُنجِ

فَكُنِ المَرضِيَّ لَهَا بِتُقىً **** تَرضَاهُ غَداً وَتَكُونُ نَجِى

واتلُ القُرآنَ بِقَلبٍ ذِي **** حَزَنٍ وَبِصَوتٍ فيهِ شَجِي

وَصَلاةُ اللَّيلِ مَسافَتُها **** فاذهَب فِيهَا بِالفَهمِ وَجِي

وَتَأَمَّلها وَمَعانِيهَا **** تأتِ الفَردَوسَ وَتَنفَرجِ

وَاشرَب تَسنيمَ مَفُجَّرِها **** لا مُمتزِجاً وَبممتزِجِ

مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدىً **** وهَوىً مُتَوَلٍّ عَنهُ هُجى

وَكِتَابُ اللَهِ رِياضَتُهُ **** لِيقُول الخلقِ بِمُندَرِجِ

وَخِيارُ الخَلقِ هُداتُهُمُ **** وَسِوَاهُم مِن هَمَجِ الهَمَجِ

واذا كُنتَ المِقدَامُ فَلا **** تجزَع في الحَربِ مِنَ الرَّهَج

وَإِذا أَبصَرت مَنَا رَهُدىً **** فاظهَر فَرداً فَوقَ الثَبَجِ

وَإِذا اشتاقَت نَفسٌ وَجَدَت **** ألَماً بالشَّوقِ المُعتَلِجِ

وَثَنايا الحَسنا ضاحِكَةٌ **** وَتَمامُ الضِّحكِ عَلى الفَلَجِ

وَعِيابُ الأَسرَارِ قَدِ اجتَمَعَت **** بأَمانَتِها تحَّتَ الشَّرَجِ

والرِّفقُ يَدُومُ لِصَاحِبِهِ **** وَالخَرقُ يَصيرُ إِلى الهَرَجِ

صَلوَاتُ اللَهِ عَلى المَهدِيِّ **** الهادِي الناسِ إِلي النَّهَجِ

وَأَبي بكرٍ في سِيرَتِهِ **** وَلِسَانِ مَقَالَتِهِس اللَهَجِ

وَأَبي حَفصٍ وَكَرَامَتِهِ **** في قِصةِ سارِيَةِ الخُلُجِ

وَأَبي عَمرٍ وَذِي النُّورَينِ **** السُتَحيي المستَحيَا البَهِجِ

وَأَبي حَسَنٍ في العِلمِ إذا **** وافى بِسَحائِبِهِ الخُلُجِbr>