أخبار وتحقيقات

سلطان يعلن إنشاء مجمع اللغة العربية في الشارقة

أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عن إصداره مرسوماً أميرياً بشأن إنشاء وتنظيم مجمع اللغة العربية في إمارة الشارقة، جاء ذلك خلال حضور سموه، صباح أمس، في مسرح الجامعة القاسمية انطلاقة احتفالية المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج باليوم العالمي للغة العربية، التي تقام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعة القاسمية وجمعية حماية اللغة العربية.

وقال سموه في كلمة له: «إنها لمناسبة سعيدة أن يكون فيها إصدار المرسوم الأميري بإنشاء مجمع اللغة العربية في الشارقة، ولن يكون هذا المجمع فاعلاً بنفسه، نظراً لما يحيط بنا من تغريب في مختلف المجالات، فهذا المجمع سيكون عوناً للمجامع الأخرى في جميع أقطار البلدان العربية، وحتى خارج الأوطان العربية، وكذلك إلى جانب هذا الواجب الملقى على عاتقنا بإنشاء مجمع للغة العربية، فقد تكفلنا بإصدار القاموس التاريخي، حيث إن هذا المشروع يحتاج جهداً مكثفاً، فكرياً ولغوياً ومادياً، والآخرون ليس لديهم الإمكانات التي تقدرهم من القيام بذلك، فعند انضمامي مؤخراً، لعضوية مجمع اللغة العربية في القاهرة، أعلنت عن مسؤوليتي في إصدار هذا القاموس التاريخي».

وأضاف سموه: لعل أحدكم يتساءل ما الذي أعنيه بالقاموس التاريخي؟ فهو قاموس نجمع من خلاله المادة اللغوية، ويحتاج لحشد من المفكرين والباحثين والعلماء، باللغة، وبتاريخ الكلمة، وكيف تكونت، وسيعتمدون في ذلك على القرآن الكريم والأحاديث النبوية، والشعر العربي القديم، إلى جانب اللغات السامية.

وأردف سموه قائلاً: اللغة بالنسبة إلي أنا كما قال القائل: إذا استعبدت أمة ففي يدها مفتاح حبسها بارتباطها بلغتها، فنحن الآن ينطبق علينا قول هذا القائل، فطريق تحريرنا من هذا الحبس ارتباطنا بلغتنا، وما أسهل ذلك، ولن نكون بحاجة لأي كان، ونحن لسنا بحاجة إلى معركة، ولا سلاح، إنما نحتاج إلى فكر عميق صادق مؤمن بهذه اللغة التي هي لغة جبريل عليه السلام، ولغة القرآن الكريم، ولذلك أكرمنا الله تعالى بهذا العقل، وهذا الدين، وكذلك أكرمنا بهذه اللغة التي ما إن أردنا جمع كل لغات العالم لا تأتي بقدر حرف واحد من حروفها.

وأثناء كلمته أورد سموه جملة من الأمثلة حول نماذج من الكلمات العربية ومعانيها ككلمة (تنافس) التي تعني تسابق، وكيف أنها مشتقة من النفس، حيث كانوا قديماً يغطسون في برك الماء حتى يبقى فيه أكثرهم تحملاً لكتْم أنفاسه، ومن هنا جاءت لفظة يتنافسون، وجرت لتستخدم على كل من يتسابق في مختلف الميادين، وكذلك أورد سموه مجموعة من المعاني لكلمة (سعى)، مستشهداً في ذلك بآيات القرآن الكريم، وأبيات من الشعر العربي، حيث إنها تعني في أحيان الاهتمام بتحصيل أمر ما، وتعني أحياناً المشي الذي يتخلله عدو.

وفي ختام حديثه، أثنى سموه على جهود مجامع اللغة العربية حول العالم، وأكد أنها تحتاج إلى دعم أكبر من المسؤولين في قطاعات التربية والتعليم والثقافة، مشيراً إلى أن مشروع حماية اللغة العربية، والنهوض بها جزء من المشروع الثقافي الذي يضم التراث والمسرح والشعر والكتاب والفنون وغيرها.

وكانت قد استهلت الاحتفالية بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها تم عرض مادة مرئيّة تسجيلية بعنوان «انتشار اللغة العربية»، من إعداد المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة، عرضت من خلاله مسيرة اللغة العربية منذ البعثة النبوية، وما قبلها.

وفي ختام الحفل تلقى صاحب السمو حاكم الشارقة درعاً تذكارية كإهداء على تفضله بحضور ورعاية هذه الاحتفالية السنوية، ولدعمه الدائم لأنشطة وبرامج المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج.

وتفقد سموه المعارض المقامة على هامش الاحتفالية وهي معرض الكتاب، ومعرض أفضل الممارسات الطلابية في القراءة، ومعرض المخطوطات الإسلامية، ومعرض نصرة النبي، صلى الله عليه وسلم.

حضر الاحتفال الشيخ محمد بن حميد القاسمي مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، وحسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وجميلة سالم المهيري وزير دولة لشؤون التعليم العام، وأحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، وحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وسعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبد الرحمن بن علي الجروان، والدكتور عبيد سيف الهاجري، والدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة.

ألقى الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، كلمة بهذه المناسبة رحب فيها بالحضور الكرام، وأعلن من خلال